مدونه تهتم بك وبكل اهتمامتك

السبت، 6 أغسطس 2016

الافارقه في الكره المصرية


شهدت بداية الثمانينات عدداً من التجارب الرائعة لنجوم أفارقة استفادت منهم الكرة المصرية بشدة، إلا أن اتحاد كرة القدم قرر لأسباب تتعلق بـ " حماية المواهب المحلية " اتخذ قراراً بمنع التعاقد مع اللاعبين الأجانب مع بداية موسم 86-87 وهو ما أدي إلي فقد الكرة المصرية لخدمات نجوم أمثال الحارس الكاميروني جوزيف انطوان بل، وصانع الألعاب الغاني عبد الرزاق كريم، والمهاجم الغاني ايمانويل كوارشي، واللاعبان الايرانيان البارعان قاسم بور وبارزكري.

لكن عام 1990 وبعد تأهل مصر لكأس العالم وتطبيق سياسة الاحتراف عادت الأندية المصرية لتفتح أبوابها للاعبين الأجانب، وكعادته كان المصري البورسعيدي سباقاً، فتعاقد مع الثنائي السنغالي المهاجم محمد الامين بوب ( لامينا بوب)، وحارس المرمي سامبا فال ، وتعاقد المقاولون العرب مع نجم منتخب كينيا المهاجم بيتر داو، ونجم منتخب زامبيا بيرسون موانزا، كما بدأت الأندية الصغيرة تبحث عن أسماء تناسب ميزانياتها الصغيرة، أما قطبي الكرة الأهلي والزمالك فكانا أكثر تمهلاً لأسباب متباينة.

فالأهلي يملك تجربة غير ناجحة ترجع إلي سابق تعاقده مع المهاجم الغاني جورج الحسن الذي توج بلقب هداف الأمم الأفريقية 1982 مع منتخب بلاده الذي فاز بلقبه الرابع وقتها، لكنه تعرض للاصابة مع الأهلي وفشل في التأقلم ليرحل سريعاً جاعلاً الأهلي غير راغب في تكرار التجربة.

أما الزمالك فلا تزال جماهيره تحتفظ بأعطر الذكريات للمهاجم الغاني ايمانويل كوارشي الذي صال وجال وامطر شباك المنافسين بأهداف لا تزال عالقة في الأذهان، ومن ثم فإن أي لاعب أفريقي جديد سيوضع في مقارنة صعبة للغاية معه.

إلا أن دورة الألعاب الأفريقية التي استضافتها مصر في سبتمبر 1991 – عمرو دياب بالحب اتجمعنا والقميص الابيض ذو النقاط السوداء الشهير- نجحت في أن تقدم للدوري المصري واحدة من أفضل الهدايا...فالمنتخب الأوليمبي المصري الذي ضم كوكبة من النجوم التي توجت بلقب الأمم الأفريقية للشباب علي حساب غانا والكاميرون وكوت ديفوار، افتتح مبارياته في البطولة أمام المنتخب النيجيري الذي تألق وهزم نظيره المصري بهدفين لهدف، وكان أن تعرفت الجماهير المصرية علي المهاجم النيجيري ايمانويل امونيكي الذي كان سبباً رئيسياً في خسارة المنتخب المصري.

فايمانويل لاعب نادي جوليوس بيرجر النيجيري، وصاحب الواحد وعشرين عاماً تألق في البطولة وقدم عروضاً رائعة جعلت الكثير من كشافي الأندية الأوروبية يستفسرون عنه، لكن نادي الزمالك الذي كان يرأسه وقتها نور الدالي ويدربه المدرب الاسكتلندي ديف ماكاي ومساعده فاروق جعفر كانوا الأسرع للفوز بالموهبة النيجيرية ليصبح خليفة كوارشي.

احتاج ايمانويل فترة للتأقلم مع فريقه الجديد، كما أن المدير الفني فضل توظيفه في منتصف الملعب وليس الهجوم بفضل مجهوده الوافر وتمريراته الدقيقة وشبابه. في ظل وجود خط هجوم يضم قائد منتخب مصر جمال عبد الحميد عنصر الخبرة، ومعه المهاجم السريع مصطفي نجم ، والهداف الخطير أيمن منصور، ورغم هذا سجل أيمانويل أربعة أهداف في هذا الموسم احتل بهم المركز الثاني في هدافي الفريق بعد القائد جمال عبد الحميد صاحب الأحد عشر هدفاً ليلعبا دوراً كبيراً مع زملائهم في تتويج الزمالك بالدوري لموسم 91-92.

شهد الموسم التالي 92-93 تعزيز ايمانويل لموقعه مع الزمالك حيث شارك في 24 مباراة في الدوري من بين 26، كما أنه اكتسب في أخر مباريات الدوري قدرة تهديفية ملحوظة، فبعد أن سجل هدفين فقط في أول 20 أسبوعاً، إلا أن شهيته انفتحت خلال ثلاث مباريات متتالية حيث سجل هدفاً في مرمي السكة الحديدن قبل أن يسجل أول هاتريك له في مرمي طنطا، ثم جاءت مباراة بلدية المحلة الشهيرة التي سجل فيها هاتريك للمرة الثانية علي التوالي ليفوز الزمالك 5-2 ويحسم اللقب الثاني علي التوالي، ويتحول بعدها ايمانويل إلي نجم الشباك بعد أن رفع رصيده للموسم إلي تسعة أهداف احتل بهم المركز الثاني بين هدافي الفريق بالتساوي مع أيمن منصور، وخلف مصطفي نجم صاحب أحد عشر هدفاً.

كان للنجاح الباهر لتجربة ايمانويل أثراً كبيراً علي اهتمام الأندية المصرية بالمحترفين الأفارقة، فالأهلي الذي فقد درع الدوري لثلاثة مواسم متواصلة عمل بجهد كبير لاعادة بناء فريقه، فبعد استعادة التوأم حسن من تجربتهما الاحترافية، والتعاقد مع المدرب الانجليزي ألان هاريس، ثم صفقة القرن بالتعاقد مع نجم الزمالك رضا عبد العال، انشغل بالبحث عن مهاجم أفريقي واستهدف أوجستين أهفينبول نجم المنتخب الأوليمبي، إلا أنه فضل الاحتراف في الدوري الألماني ليستقر الأهلي علي مهاجم شاب في الثامنة عشرة من عمره يدعي فيلكس أبواجي.

أما الزمالك فتحرك لتأمين خدمات لاعبين أفريقيين أحدهما مهاجم ليزامل ايمانويل، والثاني صانع ألعاب لتعويض رضا عبد العال. طلبت ادارة الزمالك من ايمانويل المساعدة في البحث عن مهاجم فاختار لهم مواطنه أكي أكبنشندي باعتباره هدافاً متميزاً، فيما قدم أحد وكلاء اللاعبين عرض لضم فرنان كوليبالي لاعب مالي المحترف بنادي سانت ايتيين الفرنسي وعمره 22 عاماً- غير اسماعيل كوليبالي الذي انضم للزمالك بعد عدة أعوام- وأعجب الجهاز الفني باللاعب بشدة الذي يشغل مركز صانع الألعاب والمهاجم المتأخر ويتميز بالتسديد القوي وخاصة الضربات الحرة ، إضافة إلي التمريرات المتقنة، ولذا طلب الجهاز الفني بسرعة التعاقد مع كوليبالي، إلا أن نادي الوحدة السعودي كان الأسرع في انهاء الصفقة وبمقابل يفوق ما عرضه الزمالك، وقتها تقدم وكيل اللاعبين بعرض جديد للتعاقد مع ناشئ متميز يبلغ من العمر 19 عاماً يلعب لنادي دونكيرك الفرنسي – أحد أندية الدرجة الثالثة- في مركز لاعب الوسط المدافع، يتميز بقوة البنيان وبالسرعة الفائقة.

وقبل أيام قليلة من مواجهة مرتقبة مع الأهلي في الدوري أعلن الزمالك عن التعاقد مع صفقة أفريقية جديدة زلزلت الشارع الكروي...لقد وصل عثمانو!.










0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

مساحه إعلانيه

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
جميع الحقوق محفوظة © الشاتو-ElShato تصميم Templateism